فن التواصل الزوجي
كتاب للدكتورة لينة الحمصي
هذبه واعتنى به :
المفكر الإسلامي المهندس أنور وردة
جمُعت في هذا الكتاب ( همسات) تهديها كاتبتها إلى :
كل ذكر وأنثى يبحثان عن الحب الحلال..
إلى كل خطيبين يطمحان إلى قطف ورود الحب وارتشاف كؤوس العسل
إلى كل زوجين يتألمان من لسعات النحل وأشواك الورود
إلى كل آدم وحواء
تهدي هذا الكتاب ...
هذا الكتاب هو الجزء الثالث من سلسلة ( همسات ) أخرجتها المؤلفة وهي في أصلها تفريغ لبرنامج بلغ مائة حلقة حُوّل إلى مجموعة من الكتب نزولا عند رغبة الكثير من المتابعين . وهذا الجزء اختارت له المؤلفة عنوانا فرعيا ليدل على مضمونه الذي خصص للحديث عن الحياة الزوجية وحل مشاكلها وتذليل عقباتها .
رسالة همسات تتلخص في العبارة التالية :
على كل من الزوجين أن يرى عيوب نفسه قبل أن يرى عيوب شريكه ، وعليه أن يغير نفسه قبل أن يطالب شريكه بالتغيير ، لئلا ينطبق عليه قوله تعالى في ذم اليهود : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )
ما أجمل قول الشاعر:
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعــــــــــليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كيما تصح به وأنت سقيـــــــم
ونراك تلقح بالرشاد عقولنــــــــــــــــــا أبدا وأنت من الرشـــاد عديم
فابدأ بنفســـك فانههـــــــا عن غيهــــــا فإذا انتهيت عنه فأنت حكيم
لا تنه عن خلـــــق وتأتي مثلـــــــــــه عار عليك إذا فعلــــت عـظيم
وقد يستغرب البعض هذا العنوان ويقول : الحياة الزوجية لا تحتاج إلى فن فالله تعالى قد ضمن استقرارها ومد حبال المودة بين الزوجين ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) !!
لكن تقول المؤلفة حيال هذا الاستغراب : من حيث المبدأ هذا صحيح ، ولكن لكل شيء سبب ، وللهناء طريق يوصل إليه ، وللعكر طريق يوصل إليه ، ولن يصل للهناء من سلك طريق العكر، كما لن يصل للعكر من سلك طريق الهناء
هذه سنة كونية خلقها الله ولن تجد لسنة الله تبديلا
الحياة الزوجية السعيدة تحتاج إلى إتقان وفن ومهارة ..
فن التواص الزوجي فن تقدمه في همسات لكل زوجين يرغبان في التزود بشيء جديد جميل ، يضيف إلى حياتهما لذة ومتعة وسعادة وهناءة ...
تجدين في هذا الكتاب :
أسعدي زوجك واسعدي معه
عمي العزيز حماتي الغالية
الطريق القريب إلى قلب الحبيب
ساعة دردشة
يا سيدي أمرك ... أمرك يا سيدي
كم أتمنى أن تقضي كل زوجة أو من هي مقبلة على الزوج وقتا ممتعا في صحبة هذا الكتاب وقد ألقت سمعها للهمسات الرقيقة الحكيمة التي وفقت المؤلفة – حفظها الله – لجمعها في هذا الجزء من السلسلة المباركة إن شاء الله .
وأختم هذا العرض بمقطوعة شعرية جميلة أنهت بها المؤلفة هذا الكتاب..
على لسان زوجة مرت حياتها الزوجية لعلي أقول بوعكة رمى عليها زوجها على إثرها يمين الطلاق؛ لكن وبعد ما هدأت أعصابه تراجع وتوجه إلى زوجته وطرق باب أهلها طرقات خجولة ، فإذا بزوجته تقول له : ماذا تريد ؟!حينها أجابها : أنا .. أنا أحبك !!
فما كان منها إلا أن نظرت إليه نظرة عتاب ومحبة ودندت بصوتها الشجي :
أيظن أني لعبة بيديـــــــــــــــــه
أنا لا أفكر بالرجوع إليـــــــــــــه
اليوم عاد .. كأن شيئا لم يكــــن
وبراءة الأطفال في عينيــــــــــــه
ليقول لي : إني رفيقة دربـــــــــه
وبأنني الحب الوحيد لديـــــــــــه
حمل الزهور إلي.. كيـــــف أرده
وصباي مرسوم على شفتيــــــــه
ماعدت أذكروالحرائق في دــمي
كيف التجأت أنا إلى زنديـــــــــه
خبأت رأسي عنده وكأننـــــــــي
طفل أعادوه إلى أبويــــــــــــــــه
وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصفور بين يديــــــــــــه
حتى فساتيني التي أهملتهـــــــــا
فرحت به.. رقصت على قدميـه
ونسيت حقدي كله في لحظـــة
من قال أني قد حقدت عليــــــه
كم قلت : إني غير عائدة لـــــــه
ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه